الثلاثاء، 26 فبراير 2013

رؤيه لمشروع مصالحه وطنيه للسودان



المصالحة كمشروع مجتمعي طويل الأمد تعني إنجاز توافق وطني بين مختلف مكونات الإطار الحضاري للمجتمع حول خطة شمولية و متكاملة ، محددة ، و دقيقة ، تسترشد بالمبادئ الأساسية المستخلصة من تجارب فض النزاعات بالطرق الهادئة و تخضع لمضمون القانون الدولي و إجراءاته الملزمة و الآمرة للدولة  مهما كبر حجمها او صغر.
فالمصالحه الوطنيه تطرح قاعدة أساسية، وهي اعتماد مواثيق حقوق الإنسان كإطار أساسي لا يمكن تجاوزه وتاتي مرحلة المصالحه الوطنيه بعد ان تشهد البلاد مجموعه من الصراعات  سوي كانت مسلحه او سياسيه وتدخل البلاد في مرحله حرجه تكاد ان تؤدي الي انهيار او تفككها فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينص في ديباجته على أن جميع أعضاء الأسرة البشرية لهم كرامة أصيلة فيهم، وحقوق متساوية وثابتة، تشكل أساس الحرية والعدل والسلام في العالم، وأن تجاهل حقوق الإنسان وازدراءها قد أفضيا إلى أعمال أثارت بربريتها الضمير الإنساني.
فنهج «المصالحة الوطنية» يسعى لإيجاد حلول للقضايا الأساسية في الصراع،
ويعمل أيضاً على تغيير علاقات الخصوم من «الحقد والعداء والكراهية» إلى «الصداقة والوئام والشراكة»، وأن يكون الجميع على قدم المساواة في الحقوق والواجبات.
وهنالك دول افريقيه نجحت في مسالة المصالحه الوطنيه مثل دولة رواندا ففي عام 1994 شهدت رواندا صراعات مسلحه راح ضحيتها اكثر من 8000000الف شخص ففي عام 2007م   وبعد 13سنه في اقامة مصالحه وطنيه وتعويض جمع المضريين معنويا وماديا .
فالسودان كغيره من الدول ظل يعاني من المصالحه الوطنيه منذ اللاستقلال فقد شهد العديد من الصراعات ابتداءا بحرب الجنوب دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان والشرق
وكل هذه الصراعات بعضها تمت تسويته ولكن ليس بمشروع مصالحه وطنيه ولكن عبر اتفاقيات تنائيه كانت او قوميه انتهت بانفصال الجنوب  وايضا في عام 1977م كان هنالك مصالحه وطنيه في عهد نميري ولكنها لم تكن سوي مسكنات لقضايا السودان وصراعاته
وفي عهد حكومة الانقاذ وبعد تفكك التجمع الوطني السودان كانت هنالك مصالحات اتت بالزعيمين الصادق المهدي ومحمدعثمان  الميرغني الي البلاد ولكنها لم تكن مصالحه وطنيه بقدر ما حملت في اجندتها قضايا شخصيه كعودة اراضي الزعيمين وتعويض عن بعض الاصول الماديه.
ولذا فإن مفهوم «المصالحة الوطنية» يرتبط بصورة وثيقة بأوضاع البلدان التي تتعرض لانتكاسات وانتهاكات، تحدث خلالها ممارسات تمس فئات المجتمع بشكل يعوق الإصلاح ما لم تكن هناك إرادة وطنية تقبل بـ «قول الحقيقة» والإفصاح عمّا حدث، ومن ثم الدخول في مسيرة «العدالة الانتقالية» التي تتمثل في إمّا أن يغفر كل طرف للآخر ما حدث (بعد الاعتراف بما حدث وطلب العفو من الطرف المعتدى عليه)، وإمّا المعاقبة، ومن ثم جبر الضرر. والمعاقبة ليست هدفاً بحدِّ ذاتها، ولكن تحقيق العدالة (بحسب ما هو مطروح في مواثيق حقوق الإنسان) أمر أساسي لتحقيق المصالحة.
هنالك عدة  اسئلة لابد من الاجابه عليها قبل الدخول في اي مصالحه وطنيه :
على ماذا نتصالح؟
مع من نتصالح؟
كيف نتصالح؟
السناريوهات المتوقعه للمصالحه الوطنيه في السودان:
اولا : اعادة كتابة تاريخ السودان
ثانيا : تفعيل دور منظمات المجتمع المدني ومشاركة المراءه  وبصوره مقدره في دور التوعيه باعتبارها اكثر الفئات تضررا واكثرها تاثيرا علي المجتمع و الراي العام
ثالثا : تعويض جميع المتضريين في الصراع سوي كان سياسيا او مسلحا تعويضا معنويا وماديا
رابعا :اعداد دستور دائم للبلاد تسبقه عملية مشوره شعبيه تشمل جميع اقاليم السودان ثم اجازته عبر استفتاء شعبي
خامسا: اقامة مؤتمر قومي جامع تشارك فيه القوي السياسيه بما فيها الحركات التي تحمل السلاح دون شروط او املاءات من اي فئه
سادسا: تشيكل لجنة وفاق وطني لمتابعة المصالحه الوطنيه يتم حلها بعد اربعه سنوات من بدء المصالحه
سابعا : استيعاب جميع المسلحيين او المتضريين في الصراع  في المؤسسات المدنيه او اقامة مشاريع تامن مستقبلهم
السناريوهات المتوقعه في حال عدم مصالحه وطنيه :
ان ما يمر به السودان حاليا من احتقان ساسي وحركات مسلحه تحمل السلاح قد يعرض البلاد الي مخاطر كبيره يمكن ان تودي الي صوملة البلاد او تفككها الي دويلات حسب الواقع والمعطيات علي الارض مما يجعل الجميع يفكر عن مخرج لهذا البلاد من ازماته.
في ألنهاية لاتتم مصالحة وطنية ألاببذل جهود حثيثة من أجلها وتتم بأجماع جميع ألأطراف ألمتنازعة ووضع برنامج عمل متكامل وطوي صفحة ألماضي وألبدء بأفكار ونوايا سليمة وجديدة ونبذ ألأحقاد ألسابقة وألنظر ألى ألمستقبل بشىء من ألحب وألتفاهم وألتسامح على مختلف ألأديان وألمذاهب وحتى ألأحزاب  والحركات المسلحه وألتطلع ألى مستقبل مليىء بالأمل والتطلعات وبناء دوله سودانيه قويه .ومالم تتطبق تلك   الاجراءات وبصوره عاجله قد نفقد وطن بسبب الصراعات وتضيع اجيال وترمل نساء ونفقد الامل في مشروع بناء دوله وطنيه قويه .
ولكن حتما انه  السودان برغم الجراحات  والمحن
واخيرا وليس اخرا
سأعود حتماً يا بدور
سأعود رغم العاذلين ورغم إحراق البخور
من بعد ما ظمأت ينابيع الشتاء
للدفء،للشدوالمموسق للحبور
سأعود للأرض التى أحببتها


ا/الخبير الاستراتيجي يونس رباح ادم 
ماجستير الدراسات السودانيه والدوليه
اميل :rbahlive@yahoo.com  

هناك تعليق واحد: